الجمعة، 14 يوليو 2023

قصائد

ذكريات

ذكرياتٌ ترتقي صدرَ الأماني..
والخيالات السحيقة
ذكرياتٌ تفتح الباب على..
أقوى جراحاتي العميقة
وتنادي...
أيها الشاعر هل تذكرُ أيام صبانا ؟
حيث كُنا نلعبَ الحب...
على أسوارِ أحيائي العتيقة
حيثُ أخبارَ هوانا ملأت صدر الحقيقة
حيثُ كانَ الشوق يسري ...
فاتحاً ما بين أضلاعي طريقه
كان َ عشقا ً صاخباً كالبحر يدوي...
هادراً يزْهقُ أنفاسَ السكارى ببريقه
كانَ كالورد يُغطي تربة الروح العليلة..
فاستحالت جنةٌ غنّاء ُ بَل أبهى حديقة
كانَ كالينبوع يجري...
ترتوي منهُ شجيرات القوافي..
ووريقاتي الرقيقة
كانَ شعراً ..كانَ نثراً ...كانَ دمعاً ...
نازلاً فوق خدود الصمت من عيني الغريقة
كانَ مراً ...كانَ جمراً ....
كان لي سيرة عشقٍ وحكاياتٍ عريقة
كانَ لي مجرى هواء الجسد المضنى ...
وأنفاسي الطليقة
فجأةً...
فجأةً..ينهارُ صرح العِشق في دُنيا هوانا
وغراب الشؤم في الأرجاء يزداد نعيقة
خنجر الأحزان يَنْقضُّ على قلب الأماني 
وطيوف الليل ترمي حمماً..
وهي التي كانت صديقة
غادرتني ...أنكرتني ....
توأم الروح وعليائي الأنيقة
جعلت كُلي ركاماً ....
وهي تدري ماءَ وجهي لن أُريقه
قدرٌ مات الهوى والورد فينا قد تهاوى..
ذابلاً واستعمر الهّمُ رحيقه
كانَ حُلماً ...في ضفاف العين يحيا..
بسمةً فوق المُحيّا
بات ذكرى ...
اضحت الأيام تقتص وريد العشق فينا وتُريقه



يا راحلينَ..عن الديار تريثوا
                قلبي غدا كالجمرِ في النيرانِ

وأنا على صمتي أغوص بحَيرتي
                  نار الهوى تقتاتُ من أفناني

وعواصف الأشواق تقلعُ مهجتي
                     وتبعثر الأيامَ في كتماني

يا راحلين تمهّلوا لا ترحلوا 
                      فلربَّ ثانيةٍ تُغيثُ ثواني 

لأضمَّ من باتت لروحي توأماً
                      وحبيبةً يهفو لها تَحناني

وأعانق النحر الشفيف وأرتوي
             من ثغرها فتذوبُ في أحضاني

في مقلتيها راعني لون الأسى 
                 وثغاء قلبٍ في النوى أبكاني

ويغوص في كفِّ الشعور حفيفهُ
                  ثعبانُ شوقٍ يستبيح مكاني

وضلوعيَ البلهاءُ تحتضن الردى 
               ومخالب الحِرمان في اجفاني

أصداءُ حشرجةِ الشتاء بمضجعي
              وعناكبٌ نَسجت على حيطاني

عُمْري يمرُّ كما تمرُّ سحابةٌ
              من دونها سيغيبُ في النسيانِ

هي فرحتي إن لاح ركبُ عبيرها 
               يُنبي.. ستصدح دونها ألحاني

وتطير أسراب الطيور لواحتي
                فيعودُ ينبضُ بالهوى شرياني

بقلمي هاشم الفرطوسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الوعد الصادق

(الآنَ، الآنَ وليس غداً             أجراس العَـودة فلتـُقـرَع ْ) غنّت فيروز تُناجينا                      والنار بأوصالي تلسعْ جاءَ الوعدُ ا...