أنهر الوجع
يا عازفاً شد أوتاري إلى وتدِ
قد صِرتُ محضَ خيالٍ شابَ من سَهَدي
وصرتُ قافيةً خرساءَ ينثرها
لسانُ حزنٍ يدسُّ الهمَّ في الكمدِ
دمي قوافل نيرانٍ قد اشتعلتْ
وأُخمدتْ فغدا قاعاً من البَرَدِ
وعشتُ اطرقُ أسواراً غفت زمناً
ذاك العذابُ الذي يلتاعهُ كبدي
تسمّرت كلماتي فوق أسطرها
وذاب قلبي على أنّاتِ مُستنَدي
يا أنهرَ الوجعِ المنساب من ظمئي
ويا نزيفَ جراحٍ فتّتت عضدي
ألفيت أنثر أيامي على ورقٍ
من الخيالِ وأبني صرحَهُ بيدي
إنَّ الأماني بَعيداتٌ وإنْ صدحت
فربَّ جاثٍ بها يغدو كمبتعدِ
أقسى الجراحِ جراحٌ بات يحملُها
قلبٌ مُعنّى غدا يعتاش من عُقدي
لو كنتُ أعلمُ هذا الحب فاتنتي
لابتعتُ حاضر ساعاتي بِكلِِّ غدي
ولارتضيتُ بدنيا أنتِ لي وطنٌ
فيها فعالَمُ أحلامي الجميلِ نَدي
فهل أعود الى نفسي وأعقلها
وأستردُ الذي قد تاه من رشَدي
مالي سوى الشعر من زادٍ أعيشُ بهِ
وأتقي جوعَ حرفٍ صيبَ بالحسدِ
من يرهبِ النارَ لن يدنو لشعلتها
ومن يخاف من الأشباحِ لم يَسُدِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق