(لو تشعرين)
لو تشعرين بهول النار في كبدي
وما أُقاسي مِنَ الآلام في جسدي
منها استمد ضياء الشمس حلّتهُ
وترسم الأرض شبه الماء في البِيَدِ
تطوي المشارق أحلامي وتدفعها
أقصى الشمال إلى الأوهام والبددِ
يجوع بي شغفٌ للوصل يسحبني
نحو الجنون الى كهفٍ من النكدِ
وتعصف الرغبة الهوجاء موجتها
تحطم الصبر في بحرٍ من الكمدِ
ذكراكِ تملأ اشعاري معذبتي
في أضلعي طائرٌ مسجون في خلدي
ما زال يزعق طول الليل يشغلني
يقتص نومي بأصواتٍ كما الرعدِ
يستنزف العمر طول الهجر سيدتي
ويوقظ الشوق بالآهات بالسهدِ
ويمتطي سُحب الأنفاس يخنقها
بمعصم الفقد بات الفقد كالعضد ِ
قولي وما شئتِ عني يا معذبتي
ذاك المقال ولن انصاع للعُقَدِ
قولي نبذتكَ لا ترجو معانقتي
قد مات عشقكَ كالأطفال في المهدِ
قولي برأت من الأشواقِ وا أسفي
مات الغرام بحد السيف بالحسدِ
قد كان لي فجرُ في عينيكِ يُسعدني
وكان كالنور في روحي ومعتقدي
هل تذكرين ليالي الوصل فاتنتي
وطارف النهد في ثغري ومِلئِ يدي
هل تذكرين دموعٌ كنتُ اشربها
عفرنَّ وجنتكِ السمراء بالوردِ
وكان وعداً بأن اسقيكِ سيدتي
كأس ٌ من الريق لا يخلو مِن الشهدِ
يا أيها الآن يا ذكرى تزلزلني
ما زال همسكِ في سمعي هو الأبدي
مهما ألتفت ُ الى عينيكِ يحملني
شوقي ..خيالي..كأنَّ الشوقَ كالمسدِ
كم ناغمت أنجمي رؤياكِ سيدتي
خلف الشبابيك حتى همتِ في رَصدي
كم كان يُحييك وصلي كيف أكتبها
هي التقرب مِن صدري ومِن زندي
عودي فديتكِ لا خوفٌ ولا وَجلٌ
قد حان موتي ..وحان السير للَحِدِ
وعانقي لهفتي ثوري على أُفقي
وغمغمي فوق نهر العشق وارتعدي
بقلمي هاشم الفرطوسي
١١ أكتوبر ٢٠١٨
06:26pm
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق