يا ساقي الراحِ.. قم ودّع مجالِسنا
مُذ عانق البعد روحي هدني الكدرُ
كم من يدٍ لامستْ قلبي فأثملها
دارت عليهِ كأنَّ الكأسَ يعتمرُ
أبيتُ أهتفُ بالشكوى فذا قدري
هل ينفعُ الصوت مَنْ أحبابهُ وُتِروا
غابت وقد نضجتْ عشقاً جوانحنا
من قبلِ أن يعتري آمالنا الضجرُ
كمْ كنتُ أهفو إلى ينبوعها أمَمَاً
كي تشتفي الروح حين النار تستعرُ
يا من مُحياكِ في صمتٍ يسامرني
كصفحةِ البدرِ أو قُل انها القمرُ
سمراءُ في رقةٍ والشعرُ منسرحٌ
هيفاءُ غيداء لا يرقى لها بشرُ
علياءُ ما هذه الدنيا سوى حلمٍ
ألذُ ما فيه عشقٌ شاقَهُ السهرُ
فعلّليني بوصلٍ منكِ يسعفني
كوني غروبيَ .. أمسى العمر ينحسرُ
